في أكتوبر 1994ظهر في أمريكا فيلم يدعى ستار جيت أو (بوابة النجوم). وهو من بطولة كرت روزويل وإخراج رونالد إيمرش ـ وظهر منه لاحقاً مسلسل حقق شعبية كبيرة. والفيلم من فئة الخيال العلمي وفيه يعثر الجيش الأمريكي على جسم غريب مليء بالطلاسم الفرعونية. وقد أدرك علماء الجيش منذ البداية أنه "بوابة النجوم" التي تحدث عنها الفراعنة واستعملوها للسفر إلى الكواكب الأخرى. غير انهم عجزوا عن فتحها فاستعانوا بعالم شاب استطاع ترجمة الإرشادات الهيروغليفية. وحين اشتغلت البوابة كون الجيش فرقة استطلاع ـ رافقها هذا الشاب ـ لاستكشاف الكوكب الذي تؤدي إليه. وما أن دخلت الفرقة عبر البوابة حتى خرجت من الطرف الآخر على كوكب صحراوي قاحل. وكانت المفاجأة انهم وجدوا مجموعة بدائية من الفراعنة يعيشون كما عاش آباؤهم الأوائل. وقد عرفوا منهم أن "رع" جلبهم إلى هذا الكوكب قبل آلاف السنين للتنقيب عن معدن فريد لا يوجد على الأرض.. ليس هذا فحسب ،بل إن "رع" يسكن في قلعة قريبة وفرض عليهم العبودية وحرم عليهم تعلم القراءة والكتابة. وتقوم البعثة بتحريض العبيد على "رع" وبعد الانتصار عليه يعودون إلى الأرض عبر البوابة ذاتها.. أما العالم الشاب فيبقى وحده على الكوكب الغريب بعد أن تزوج من فاتنة مصرية!!
هذا الفيلم ـ وإن كان خيالياً ـ إلا أنه يعتمد على إدعاء غريب حول أصل الحضارة الفرعونية، فرغم أن هذه الحضارة تعود إلى خمسة آلاف عام قبل الميلاد ،إلا أنها تملك تقنيات ومعارف متقدمة ما يزال بعضها غامضاً حتى اليوم.. ويبدو أن هذا التقدم كان أكثر من أن يحتمله بعض مؤرخي الغرب فزعموا أنها حضارة منقولة من الفضاء الخارجي.
فحسب إدعائهم أخذ الفراعنة معارفهم من رجال حكماء قدموا من كواكب أخرى. وأن هؤلاء الحكماء علموهم الفلك والتحنيط وبناء الاهرامات والرياضيات المتقدمة. وهم يستشهدون برسومات وخرائط تركها المصريون على أوراق البردي. كما يستشهدون بما يقوله المصريون أنفسهم عن كبير الآلهة "رع".
و"رع" في الأساس شخصية غامضة تزعم الاساطير أنه هبط من الفضاء وعلم الفراعنة كل شيء. وكان "رع" يصعد ويهبط إلى السماء من خلال بوابة غريبة تشبه بوابة النجوم. ومع الأيام اتخذه المصريون زعيماً للآلهة وأصبح كل فرعون تال يلقب بابن الإله رع!!!
هذه الاساطير العجيبة ـ ناهيك عن الأسرار الفرعونية العويصة ـ أوحت بأن للحضارة المصرية أصلا فضائيا.. بل وصل الحال بمؤرخ يدعى "لان بيكنت" إلى أن يتهم الحكومة المصرية بإخفاء مجموعة من بوابات النجوم والتكتم على الموعد الثاني لعودة رع
(وذلك في كتاب The Stargate Conspiracy-Lunn Picknett).
.. وبالطبع لسنا بحاجة لتفنيد خيال جامح كهذا، ولكن هناك قضية واحدة تستحق الشرح، ففي الكون توجد أجسام مظلمة تدعى الثقوب السوداء. والثقب الأسود هو نجم ميت انضغط إلى حجم صغير جداً (إلى درجة أن الشمس قد تنضغط إلى حجم البرتقالة).. وهذا الانضغاط الخارق يخلق قوة جذب هائلة تلتهم كل ما يمر بقربها فتغيبه في جوفها. ويعود سبب تسميتها بـ "الثقوب السوداء" إلى أنها تشفط حتى الضوء المار بقربها فيختفي في مركزها إلى الأبد!!
وقوة الجذب الخارقة التي تتمتع بها الثقوب السوداء تحدث خللاً في الزمان والمكان بحيث يمكن أن تنقل الأجسام المارة فيها إلى عالم جديد ومختلف تماماً.. وهذا يعني أن الثقوب السوداء هي بوابات النجوم الحقيقية، وهي التي قد تحول الاسطورة الفرعونية إلى تقنية محتملة!