بدأت فعاليات سياسية رسمية وشعبية أميركية العمل لتخفيف التوتر القائم بشأن بناء مركز ثقافي إسلامي على مقر من موقع التجارة العالمي الذي اُستهدف في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.
فقد أقام عمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبيرغ الثلاثاء مأدبة إفطار دعا إليها العديد من الشخصيات الإسلامية المعروفة بينهم اثنان من قادة مشروع المركز الثقافي الإسلامي.
وفي نفس السياق وجه حاكم ولاية نيويورك ديفد باترسون -وهو من الديمقراطيين- انتقادات حادة لمعارضي بناء المركز واتهمهم بتعزيز منطق الجهل والتنميط الذي يختصر الإسلام في تنظيم القاعدة المسؤول عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول.
واعتبر باترسون -الذي كان يتحدث الثلاثاء في مؤتمر صحفي- أن الناس فقدوا التواصل والحوار فيما بينهم، معربا عن أسفه وحزنه العميق من هذا السجال الدائر من الاتهامات المتبادلة بين طرفي النقيض حول مسألة بناء المركز.
وكان باترسون الذي سيترك منصبه نهاية العام الجاري، عرض أن يعمل وسيطا بين مؤيدي ورافضي مشروع المركز، والتقى لهذا الغرض أمس الثلاثاء عددا من القادة الدينيين بينهم أسقف كنيسة نيويورك للرومان الكاثوليك تيموثي دولان، وهو أحد أشد المعارضين لبناء المركز.
تحالف مؤيد
من جهة أخرى، تقوم اليوم الأربعاء أكثر من أربع جمعيات دينية ومدنية في نيويورك -من بينها عائلات فقدت أفرادا منها في أحداث 11 سبتمبر- بإعلان تحالف مؤيد لبناء المركز الإسلامي في نيويورك تحت اسم "تحالف جيران نيويورك من أجل القيم الأميركية".
جاء ذلك في بيان صدر الثلاثاء أكد فيه القائمون على المشروع أن التحالف ليس سوى محاولة للوقوف ضد عناصر التفرقة والتمييز ورفضا لأساليب التنميط والقولبة المرفوضة للآخر.
في هذه الأثناء، حذر مراقبون من أن معارضة بناء المركز ستقدم دليلا دعائيا إلى "المتشددين" الذين يروجون للفكرة القائلة إن "الولايات المتحدة تكره الإسلام".
ويعود أصل الخلاف إلى مشروع بقيمة مائة مليون دولار أميركي لبناء مركز ثقافي إسلامي في مدينة نيويورك، الأمر الذي أثار معارضة كبيرة من السياسيين المحسوبين على التيار المحافظ الذين اعتبروا بناء المركز ضربة لمشاعر وأحاسيس ذوي الضحايا الذين سقطوا في هجمات سبتمبر/أيلول 2001.
ووجد الحزب الجمهوري -الذي يعارض كبار قادته المشروع- في الجدل الدائر بين الطرفين مادة سياسية يمكن الاستفادة منها لاستمالة أصوات الناخبين بمن فيهم مناصرو الحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي ستجرى في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.